تناول سماحة العلامة الشيخ حسين بوخمسين أمام جمع من المصلين في مسجد النعاثل بالهفوف يوم الجمعة( الخامس عشر من شهر محرم ) تناول موضوع وقصة دفن أجساد شهداء الطف عليهم سلام الله وصلواته وكيف جرت تلك الحادثة. وبين سماحته أن الموضوع هذا مثار للجدل بين أبنائنا الذين يصنفون أنفسهم بأنهم يعيشون روح العصر وكيف أن هذه الحادثة تنافي العقل والتفسير المنطقي الذي هو سمة العصر ولا تؤخذ كما هي. فكيف للإمام زين العابدين أن يخرج من أسره وبين جلاوزة بني أمية ويتوجه إلى ساحة الطف ليدفن الأجساد الشريفة وبينها جسد أبي عبدالله الحسين؟ وهل من الضرورة أن يدفن المعصوم معصوم آخر؟

ثم أجاب سماحة الشيخ أن هذا ما أكدت عليه رواياتنا المعتبرة، وأوضح أن الباحثين عند مراجعتهم للعهد القديم والعهد الجديد أي التوراة والإنجيل الكتابين المقدسين وجدوا أن الأنبياء في كل قصصهم من النبي آدم إلى آخر الأنبياء، لا يدفنهم إلا حجة بعد أن يتوفاهم الله. إذن فإن كلامنا وعقيدتنا ليست بدعا وليست طارئة بل هذه سنة المرسلين، وهي تنطبق على جميع حجج الله من أنبياء وأئمة.

بعد هذه المطارحة، شرع سماحة الشيخ بسرد المرويات المعتبرة التي فيها تواتر إجمالي أو معنوي صحيح، وهي تتظافر لتأكيد هذه القضية. كما سرد بعض الشواهد أيضاً من القرآن في قصة النبي سليمان عليه السلام مع آصف بن برخياء الذي عنده علم من الكتاب بتفاصيل القصة، موضحاً أن القرآن صرح بأن هذه الظاهرة وراءها علم. بمعنى أن القرآن لم يصف آصف بأنه حجة من حجج الله أو ولي من أوليائه بل بالذي عنده علم من الكتاب. أي أن القضية ليست غيبية إعجازية. وبنفس القياس فإن الإمام زين العابدين كان عنده هذا العلم كما يشهد الفريقان بذلك.

بعد ذلك ساق سماحة الشيخ الشواهد من العلم الحديث. فذكر أن هناك تجارب أولية عند أهل الفيزياء بنقل جزيء فوتوني وهو جسم مادي من مكان إلى آخر في جزء من اللحظة. ومهما كان هذا الإنجاز ضئيلاً فإنه ليس بالبسيط، بل هو يبشر بفتح علمي عظيم وجديد.

ومن ثمة خلص سماحة الشيخ واستنتج، إن كان هذا ما يتمكن منه علماء عاديون، فكيف بأنبياء الله وأوليائه الذين عندهم علم الكتاب. وأن هذه القضية بالفعل هي قضية عقلائية ومفهومة جداً. وحتى لو قلنا بأن هذه الحادثة ومثيلاتها إعجازاً غيبياً، فهي إنما إعجاز لنا أما للإمام سلام الله عليه فهي ليست غيبية بل هي علمية لها مقدماتها ونتائجها.