من منبر جامع الامام الباقر عليه السلام – جامع آل بوخمسين – الفوارس – 3 جمادى الأول 1442 هجري، دعى سماحة العلامة الشيخ حسين بوخمسين المؤمنين إلى التقوى والعمل الصالح والتفكر والتدبر والتقرب إلى الله في كل شؤون الحياة لأنها الطريق الأمثل للوصول إلى معرفة الله سبحانه ولحقيقة الوجود المطلقة.

وشدد سماحته في الكلمة التي ألقاها اليوم الجمعة 3 جمادى الأول بجامع الإمام الباقر عليه السلام (آل بوخمسين) -الهفوف -على أن معرفة الله لا تكون بالخرافات والأساطير والجهاليات، بل باتباع المنهج العلمي، فالوصول إلى حقيقة التوحيد حاضرة ومتيسرة.

واستشهد سماحته بقول الله المنزل على رسوله المرسل صلى الله عليه وآله وسلم في سورة محمد (الآية ١٩) قوله تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)، حيث بين أن العلماء والمفكرون والفلاسفة قالوا بأن مرحلة التوحيد بحاجة إلى العلم فبالعلم يعرف الله فهو القوة المهيمنة على الوجود.

وفند سماحته الشبهات التي ابتليت بها بعض الأقوام الذين ظنوا بأن القوة المهيمنة على الوجود إنما هي الشمس والنار وغيرها …

وأكد سماحة العلامة الشيخ حسين على أن الفطرة هي التي تهدي إلى الله وهذه الفطرة لاتسمح بأن يعتريها أي نوع من أنواع الشك في الحقيقة المطلقة لمعرفة الله عز وجل . وفي جانب آخر من كلمته طرح سماحته قول بعض الفلاسفة والمفكرين والنظريات التي جاؤوا بها كالوجوديين وفلاسفة الحقيقة النسبية والهرمنيوطيقا وغيرها، حول حقيقة الوجود والهيمنة المطلقة .

وفي ختام كلمته قال سماحته بأن الحق المطلق مهيمن وحاضر وموجود واصالة الوجود الالهي ثابته مضيفاً أن أهل العرفان قالوا في حق معرفة الله “من عرف الله فماذا فقد ومن فقد الله فماذا عرف”. كما استشهد بالحديث القدسي: (عبدي أنت تريد، وأنا أريد، ولا يكون إلا ما أريد، فإن سلمت لي فيما تريد كفيتك ما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما تريد أتعبتك فيما تريد، ولا   يكون إلا ما أريد ). وقول أمير المؤمنين علي عليه السلام ( من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل).