بإمامة العلامة الشيخ حسين عبدالهادي بوخمسين أقيمت صلاة الظهرين ليوم الجمعة ١٥جمادى الآخر ١٤٤٢ هـ في جامع الإمام الباقر عليه السلام (آلـ بوخمسين بالفوارس – الهفوف).

وفي خطبته التي ألقاها قبيل الصلاة استفتح سماحة الشيخ كلمته بقوله عز وجل”وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍۢ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُۥ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِۦ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ”

وبين سماحة الشيخ مفسراً الآية الكريمة بأن هناك فئة من الناس يكون إيمانهم إيمان حرفي وفسر مفهوم “الحرف” على أنه هو الحافة اي حافة الطريق. وقال سماحة الشيخ : إن الله يعبر عن ذوي الإيمان والتدين القشري والسطحي والمشوه والضعيف والمتزلزل الذي  إن أصابه خير اطمئن به وإن أصابه فتنة انقلب على وجهه وصفه بالخسران المبين وهو خسران الدنيا والاخرة.

ولفت سماحة الشيخ إلى أسباب ومنشأ الإيمان الضعيف والحرفي وأوضحها في المحاور التالية:

أولاً: إن هذا الإيمان لم يبتني على أسس معرفية ولم يقدر الله حق قدره ولايعرف حق نبيه واولياءه. واستشهد سماحته بما تعرض له الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين من الإبتلاء والمحن وعظم صبرهم على الأذى والبلاء.

وحذر سماحة الشيخ بقوله :أن الإيمان الذي يقاس بمصالحنا يدل على جهلنا وهذا يؤدي الى عبادة الاصنام والهوى والمصالح الذاتية وهي صنم الذات وعبادة الصنمية .فإما أن نعبد الله حقيقية ونرضى بم كتب وقسم الله لنا. وإما أن جهلنا يوصلنا إلى عدم الرضى بالله وبمَ قسم الله لنا وهذا الإيمان هو أهون من بيت العنكبوت ،إذن الجهل بمعرفة الله يؤدي الى الحرف عن الايمان .

ثانياً: المعرفة المشوهة والملتبسة بالدين الذي لم يعرف الدين كما أنزل على النبي صلى الله عليه وآله والفهم الخاطئ للدين يؤدي إلى الإيمان الحرفي السطحي. حيث تطرق سماحة الشيخ إلى التطرف عند بعض الفئات من متلبسي الدين المشوه كالخوارج وتكفيرهم لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامهم عليه وشبهة رفع المصاحف من قبل معاوية. وتابع سماحة الشيخ : بأن المتطرفون في الزمن الحاضر لايقتصر تكفيرهم على الآخرين با يكفرون بعضهم بعضا.

ثالثاً :فهم أدلة الحدود الشرعية كالسارق والسارقة والزاني والزانية وحكم المرتد إذا لم تؤخذ من الفقهاء الربانيون. ومن النص الجلي كما عن النبي صلى الله عليه وآله “ادرؤوا الحدود بالشبهات”. وأشار سماحة الشيخ على أن الفهم الخاطئ لادلة الحدود يفهم الدين على أنه دين القسوة والغلظة والتطرف.

رابعاً:فهم أدلة التقية حيث بين سماحة الشيخ على أن التقية ليس المقصود منها الإنطواء والإختباء والتواري عن الأنظار ومجريات وأحداث الحياة أوكف اليد عن العمل كما لاينظر لها على أنها مكان للنفاق والكذب. إنما التقية هي في حكم الشارع المقدس.