تحدث سماحة العلامة الشيخ حسين عبدالهادي بوخمسين إمام وخطيب جامع الإمام الباقر عليه السلام الجمعة السابع من رجب ١٤٤٢هـ حول فضل الصدقة وموارد صرفها حيث استشهد بقول الله تعالى (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) سورة البقرة ٢٧٦، موضحاً سماحته أهمية التقرب إلى الله وجعله سبحانه وتعالى حاضراً في كل سكنة وكل حركة وكل قيام وكل عمل وفي كل وقت.

وأشار سماحة الشيخ حسين إلى أن الصدقة تكشف عن سُنّة تكوينية من الحضارة الانسانية فالمجتمع الذي يسوده التعاون والألفة والعطاء ينمو ويزدهر ويتطور، بينما يسود المجتمع السلبي البغضاء والشحناء والفتن والحسد والتناحر ثم يصبح مآله الخسران والانحدار والتراجع والاضمحلال.

وفسر سماحة الشيخ حسين قول تعالى (يمحق الله الربا) بأنه ليس هناك بالضرورة من تدخل مباشر للقوة الغيبية لمحق الربا، إنما المراد منه أن هناك اضمحلالا طبيعياو تدريجيا للمجتمع، مؤكداً سماحته بأن المجتمع الذي يسوده البر مجتمع يبني وينمو بازدياد خاصة اذا تنوعت موارد صرف الصدقات فيه فالصدقة ” كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ “سورة البقرة آية ٢٦١.

وفي إطار حديثه عن أوجه الصدقة بين سماحة الشيخ حسين تعدد وتنوع الصدقات ملفتاً إلى أن الصدقة ليست مقصورة على إعطاء المال للفقير بل لها أوجه متعددة وكثيرة في أعمال البر “فالتبسم في وجه المؤمن والكلمة الطيبة وإطعام الطعام وإماطة الأذى وتأليف القلوب” تعد من عناوين الصدقة، مؤكداً على أن الصدقة دواء للأرواح والأبدان والقلوب، كما أنها تطفئ وتميت الخطيئة والسيئة كما في الحديث الشريف (داووا مرضاكم بالصدقة)، منوهاً سماحته إلى فضل أوقات دفع الصدقة سواء أكان ليلاً أو نهاراً فصدقة النهار تميت الخطيئة كما يميت الماء الملح وصدقة الليل تطفئ غضب الرب.

وفي ختام كلمته دعا سماحة الشيخ حسين إلى الإكثار والإسراع في عمل الخير بصدقة المال والوقت والجهد وبمختلف المهن وتوظيف جميع الفنون والمواهب والتقرب بها إلى الله وفي سبيله لنخرج بنتاج مجتمع مزدهر بمشيئة الله تعالى.