هنأ سماحة العلامة الشيخ حسين عبدالهادي بوخمسين (إمام وخطيب جامع الإمام الباقر عليه السلام) المؤمنين بذكرى المولد الشريف لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وفي كلمته التي ألقاها بجامع الإمام الباقر (آلـ بوخمسين بالهفوف) ليوم الجمعة الرابع عشر من شهر رجب ١٤٤٢هـ قدم سماحته نبذة من وصايا لأمير المؤمنين عليه السلام من جملتها قوله عليه السلام: “عباد الله اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِعَيْنِهِ، ونَوَاصِيكُمْ بِيَدِهِ، واعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً مِنَ الْفِتَنِ، ونُوراً مِنَ الظُّلَمِ، ويُخَلِّدْهُ فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ، ويُنْزِلْهُ مَنْزِلَ الْكَرَامَةِ عِنْدَهُ فِي دَارٍ ظِلُّهَا عَرْشُهُ، ونُورُهَا بَهْجَتُهُ، وزُوَّارُهَا مَلَائِكَتُهُ ورُفَقَاؤُهَا رُسُلُهُ”.

وفي بيان الفضائل والمنزلة العظيمة التي خص بها أمير المؤمنين عليه السلام في ميزان الإسلام بين سماحة العلامة الشيخ حسين بأن هناك أحاديث جمة وكثيرة مروية من جميع فرق المسلمين وردت في بيان فضله ومنزلته والتي تأمر بحبه، كما في الحديث “يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك الا منافق” و “عنوان صحيفة المؤمن حب علي”، مؤكداً سماحته على أن حب علي عليه السلام هو المؤشر الحقيقي والعنوان الرئيسي والمعادلة التي تحفظ الإيمان وتحدد السعادة والمصير في الآخرة.

وفي معرض حديثه عن فضائل أمير المؤمنين استشهد سماحة الشيخ حسين بحادثة خيبر ومعجزة قلع الباب حيث قال عليه السلام في رسالته إلى سهل بن حنيف: والله ما قلعت باب خيبر ورميت بها خلف ظهري أربعين ذراعا بقوة جسدية ولا حركة غذائية، لكني أيدت بقوة ملكوتية، ونفس بنور ربها مضية”.

وفي مقولة للإمام علي (عليه السلام): ” أنا من أحمد كالضوء من الضوء”، مشيراً سماحته بأن تدخل الغيب كان ضرورة لنصرة النبي صلى الله عليه وآله ، وهي من ضمن حلقات الارتباط الإلهي لعباده وهو ما مكنه من قلع باب خيبر، مبيناً سماحته أن علياً عليه السلام قد أعطانا درساً في التوحيد والتجرد والانسلاخ من الذات والذوبان والارتباط بالله تعالى.

وفي جانب آخر من كلمته وضح سماحة الشيخ الواجبات والمواقف والحقوق والكيفية التي يجب أن يكون عليها محبوه عليه السلام منها:

أولاً: عدم الغلو “لا تغالوا في علي” وأن لا تنسب له الألوهية مؤكداً سماحته على أن علي عليه السلام مع القرآن والعدل والحق والخير ونصرة المظلوم وبغض الظلم والبعد عن المعصية والانحراف. وورد في الحديث الشريف ”حب علي حسنة، لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة”

ثانياً: أن لا يكون حب علي عليه السلام فيه اتكالية مطلقة والاعتقاد الخاطئ والواهم بأن حب علي عليه السلام يكفي للنجاة من الحساب والعقاب مهما ارتكب من المعاصي والذنوب، محذراً سماحته على أن مثل هذا الادعاء بالحب العاطفي الخاطئ يؤدي إلى الانحراف العقائدي وهو عمل يبغضه علي عليه السلام.

وفي ختام كلمته دعا سماحته المؤمنين إلى العمل بما يحب أن يعمل به علي عليه السلام “من أحبَّ علياً فليعمل بما يعمله”، وفي الحديث الشريف “صراط علي حق نمسكه”.