بإمامة العلامة الشيخ حسين عبدالهادي بوخمسين أقيمت صلاة الظهرين ليوم الجمعة ٢٤ من شهر رمضان ١٤٤٢هـ في جامع الإمام الباقر عليه السلام (آلـ بوخمسين . الهفوف . الفوارس).

وفي خطبته التي ألقاها قبيل الصلاة استهل كلمته بالحديث المروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: “صلاح شأن الناس التعايش والتعاشر ملء مكيال ثلثاه فطن وثلث تغافل”، ووضح سماحته بأن الطبيعة البشرية والفطرية للإنسان الواعي هو أن يتعايش مع الآخرين بسلبياتهم وإيجابياتهم فالمجتمعات لايصلح حالهم إلا بالتعايش منوهاً على أن الإنسان يجب أن يبحث في نفسه السلبيات والإيجابيات وأن يحقق في نفسه المزيج بينهما والإستفادة من الإيجابيات والتعايش مع السلبيات.

وأشار سماحة الشيخ أن ميزان العدل هو أن تتساوى فيه الكفتان ولكن في حال التعايش يكون هذا الميزان الثلثان منه فطنة والثلث تغافل. مبيناً بأن الفطنة هو أن تكون عارفاً بمن حولك فالمؤمن الذي يلدغ من جحره أكثر من مرة في جحر واحد ، به خدش في إيمانه. مؤكداًعلى ضرورةً التعرف على طبيعة الناس من حولنا .ومن جانب آخر حذر سماحته من أن تكون الفطنة هي المقياس للحياة في التعامل مع الآخرين ، إذ لايمكن للإنسان ولايستطيع العيش إلا أن يتغاضى كما أدبنا الله عز وجل في قوله تعالى ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)، موضحاً سماحته بأن الفطنة تقتضي أن تتغاضى وأن تحمل أخاك المؤمن على أفضل محمل وأن تحسن إليه فإن أحسنت إليه ملكت قلبه . منوهاً سماحته على أن التغاضي ضرورة معاشية مع الناس والزوجة والاولاد فلابد وأن نغض الطرف عن الهفوات ولانحصي سلبيات الاخرين لابتتبع عثرات المؤمن ولابكثرة العتاب فكثرة العتاب تجلب العداء.

وفي ختام كلمته أكد سماحة الشيخ حسين على أن المؤمن مرآة لأخيه المؤمن يبصره بعيوبه وأخطائه بدون نبز أو لمز أو تجريح أو تشهير، فصلاح شأن الناس بالتعايش والتعاشر.