بإمامة سماحة العلامة الشيخ حسين بوخمسين أقيمت صلاة الظهرين ليوم الجمعة 19 ربيع الآخر في جامع الإمام المهدي بالنزهة. وتحدث سماحة الشيخ حفظه الله في كلمة الجمعة عن المؤمنين الذين يتعاونون على البر والتقوى وكيف أن هذه هي المسؤولية الاجتماعية التي يفرضها الإيمان والتقوى.

وذكر سماحة الشيخ في مطلع حديثه أن المتقين هم من ويستشعرون المسؤولية تجاه الآخرين. هؤلاء هم من يتعاونون على البر والتقوى وهذا التعاون هو من أبرز السبل إلى الله جل وعلا.

وبين سماحته أن التخاذل والتفكك والشقاقات والنزاعات هي أبرز أسباب الانتكاسات التي تصيب المجتمعات والأمم وقت نزول المحن والبلاءات بها ولا يضمن النجاة والوئام إلا التعاون والتفاهم. وبين أن شرط النجاة من المحن والبلاءات هو تعاون القوى المختلفة في المجتمع وهي السلطة الدينية الإيمانية والسلطة المالية والسلطة السياسية.

وأشار سماحته أن السنة الطبيعية لتحقيق تقدم ونمو الأمم هو سيادة القانون العادل مذكراً بأن “العدل أساس الملك”، وبذلك فإن تلك المجتمعات يتحقق فيها سمات الرشد والقوة والاستقرار.

وروى سماحة الشيخ حديثاً معتبراً عن الإمام زين العابدين عليه السلام يقول: “الذنوب التي تنزل البلاء” وبين أن البلاء هي في حقيقتها سنن وكوارث اجتماعية بمعنى أنها معادلة فمتى ما وجدت بعض أصناف الذنوب ينتج معها بعض صنوف البلاءات.

ومن هذه الذنوب بل الكبائر التي تنزل البلاء هي ترك إغاثة الملهوف. ثم ذكر سماحته أن هناك بعض التقلبات الاقتصادية والسياسية والصحية التي تحل بالمجتمعات والتي تطحن برحاها بعض الفئات الاجتماعية وتصيبهم بالعوز واللهفة إذا لم يوجد هناك تنظيمات اجتماعية ترعى حاجاتهم. كذلك بين سماحة الشيخ أن من هذه الذنوب هي ترك معاونة المظلوم الذي سيتفشى البلاء بظلمه في المجتمع.

وأكد سماحته أن أخيراً أن تضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو سبب من أسباب حلول البلاء على الأمة. وبين أن هناك ألوان من المنكر تتجدد بتجدد طرق التواصل الاجتماعي بين الناس والتسهيل التقني لذلك، وبالأخص مع وجود جهات عالمية ذات مطامع ومصالح وأنانيات تنشد التحكم بالشعوب تحقيقاً لمصالحها. واستشهد برواية عن الإمام الرضا عليه السلام حيث يقول: “كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون”.