تحدث سماحة العلامة الشيخ حسين بن عبدالهادي بوخمسين إمام وخطيب جامع الإمام الباقر عليه السلام (آلـ بوخمسين – الفوارس -الهفوف) ليوم الجمعة الثامن والعشرون من شهر رجب ١٤٤٢هـ، حول المبعث النبوي الشريف، حيث افتتح سماحة الشيخ حسين خطبته بكلمات مأثورة لأمير المؤمنين علي عليه السلام قال فيها: (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مصاصها، نتمسك بها أبدا ما أبقانا، وندخرها لأهاويل ما يلقانا، فإنها عزيمة الإيمان وفاتحة الإحسان ومرضاة الرحمن ومدحرة الشيطان).

ثم تلا قوله تعالى :{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}، وقوله تعالى {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.

وأشار سماحته بأن البعض يسمي هذا اليوم بالأسراء والمعراج وبالتحقيق في بعض الروايات قد نقبلها ولامانع بأن يكون هذا اليوم هو يوم المبعث أو الإسراء والمعراج مبيناً سماحته بأن الإسراء والمعراج قد حصل بعد سنوات من البعثة النبوية الشريفة.

وحول معنى البعث تحدث سماحة الشيخ حسين مفسراً قول علي عليه السلام (أضاءت به البلاد الضالة المظلمة، والجهالة الغالبة، والجفوة الجافية. والناس يستحلون الحريم، ويستذلون الحكيم.) على أن المعنى الأول للبعث هو الإحياء والإيقاظ. والمعنى الثاني له هو الرسالة والإرسال. وفي جانب آخر من كلمته فند سماحة الشيخ الرواية الموضوعة في حق النبي صلى الله عليه وآله بأنه خاف واندهش وذعر وأخذته الرجفة حين نزل عليه الوحي وهو في غار حراء. وأكد سماحته بأن رسول الله صلى الله عليه وآله منذ أن كان رضيعاً قد قرنه الله بملك عظيم وكان جبرائيل خادمه وكان إسرافيل يحمله. وكانت الملائكة ملازمين له إلى يوم البعثه يوم نزل عليه الوحي لإعلان الرسالة إيمانا بإنعطافة إنسانية للعوالم كلها من عالم يسوده الظلام الى عالم بسوده النور.

وكان صلى الله عليه وآله يتعبد في غار حراء بعيداً عن أهل مكة لأنه كان يشمئز لما كان عليه أهل قريش من الظلم والجور والفساد والشرك بالله. وحول مسؤولية الفرد والمجتمع تجاه البعثة النبوية الشريفة شدد سماحة الشيخ حسين على أن نستذكر ماخلفه لنا رسول الله صلى الله عليه وآله (إني مخلف فيكم ماإن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي). هذا على الصعيد الفردي أما على الصعيد الجماعي، أكد سماحته على التمسك بما جاء به النبي صلى الله عليه وآله من تحرير العبيد وإغاثة الملهوف ونبذ البدع والخرافات محذراً سماحته من أن يكون زماننا هو زمن الغربة الذي يكون فيه الإسلام غريباً بحيث يكون المعروف منكراً والمنكر معروفاً وحجاب المرأة محل انتقاد، منوهاً على أن ننتصر لما انتصر له الرسول ونحارب المنكر كما أنكره النبي صلى الله عليه وآله.

وفي ختام كلمته تطرق سماحته إلى عودة الإسلام من جديد وبأن نكون جنداً للاسلام والمنتظرين الحقيقين لبزوغ عصر جديد للنهضة الإسلامية، وهكذا نكون قد وفينا لرسول الله حقه.